أخر تحديث : الجمعة 2 ماي 2025 - 8:44 صباحًا

ندوة حول القراءة وتنمية المهارات الحياتية بكلية الآداب بالجديدة

بتاريخ 2 مايو , 2025
ندوة حول القراءة وتنمية المهارات الحياتية بكلية الآداب بالجديدة

نظمت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، ندوة وطنية حول موضوع: “القراءة وتنمية المهارات الحياتية”، بمدرج دراسات الدكتوراه، بشراكة بين نادي القراءة بالكلية، وفريق البحث في مناهج الخطاب وطرق التواصل التابع لـمختبر الدراسات الإسلامية والأنساق المعرفية، وفريق التكامل المعرفي وديداكتيك اللغات بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الدار البيضاء سطات.
وترأس الجلسة الافتتاحية الأستاذ إدريس طهطاوي، وأشار إلى أهمية هذه المبادرة التي تأتي في سياق وطني يولي اهتمامًا متزايدًا بثقافة القراءة، تهدف إلى إدماج المهارات الحياتية في المناهج الجامعية، مؤكدا على الدور المحوري الذي تلعبه القراءة في توسيع آفاق المعرفة وبناء الثقة بالنفس وتعزيز الخيال.
وأكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، على أهمية الندوة ذاتها التي تفتح مساحة للحوار حول موضوع حيوي يلامس عمق التكوين الأكاديمي ومتطلبات العصر الراهن، مبينا أنها عملية لصياغة المعنى، وتوسيع أفق التعبير، وبناء الذات العارفة. وأشار إلى التحولات العميقة التي شهدها فعل القراءة، بدءًا من النص الورقي وصولاً إلى الشاشات الرقمية.
وألقى الدكتور نور الدين لحلو، كلمة عبّر فيها عن شكره وامتنانه لجميع المتدخلين والمشاركين في الندوة، ولكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث العلمي الهام. وخص بالشكر اللجنتين العلمية والتنظيمية على جهودهما المبذولة في الإعداد والتحضير. وأثنى على إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية تقديرًا للدعم والمساندة التي قدمتها، مشيدًا بدور فريق البحث بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات.
وعبر الدكتور ميلود العثماني، رئيس فريق التكامل المعرفي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، عن سعادته بهذا التعاون المثمر بين الكلية والمركز، الذي يعكس دينامية مؤسساتية واعية بأهمية توحيد الجهود في خدمة القضايا التربوية والثقافية.
ورحب الدكتور عبد الجبار لند، باسم اللجنة التنظيمية، بجميع المشاركين والحاضرين، وأوضح أن فكرة تنظيم هذا اللقاء العلمي نبعت من تقاطع مجموعة من العوامل الموضوعية، والتي برزت من خلال الممارسة الميدانية، وعلى رأسها ملاحظة تراجع الإقبال على القراءة، وتنامي الاعتماد على المعلومات الجاهزة.
وترأس الأستاذ ذاته الجلسة العامة التي عرفت تقديم خمس مداخلات، همت الأولى: “القراءة وعي وتدبر” قدمها نور الدين لحلو، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، وتمحورت حول دلالة كلمة “اقرأ” كمفتتح للوحي، مؤكداً أنها ليست مجرد أمر بالقراءة، بل دعوة للارتقاء العقلي والروحي.
وتناول الأستاذ ميلود العثماني أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الدار البيضاء سطات في المداخلة الثانية موضوع “قراءة التخييل وتطوير المهارات الشخصية والنقدية”، مؤكدا أن الجامعة تأخرت نسبيا في تناول موضوع المهارات الحياتية والشخصية، وعليها أن تستعيد دورها الحقيقي بوصفها فضاء لإنتاج الحلول وتقديم التوصيفات الضرورية للقضايا المجتمعية.
وركز أحمد بلاطي، رئيس شعبة اللغة العربية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين – الدار البيضاء سطات في المداخلة الثالثة على “دور القراءة المدرسية في إنماء المهارات النقدية”، وأوضح أن “القراءة المدرسية” تهدف لفك الرموز وفهم المحتوى، يتم توجيهها من قبل المعلم بأساليب بيداغوجية تناسب مستوى المتعلم. وأكد أن القراءة المدرسية تشكل هوية ثقافية خاصة يجب أن تحظى باهتمام أكبر من الباحثين والمربين، مشيرًا إلى دورها في تعزيز الانتماء والانفتاح على الثقافات الأخرى.
وأشار الأستاذ إدريس طهطاوي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، في المداخلة الرابعة إلى دور “القراءة الذكية وأهميتها، ومفهومها، وأساليبها” وأكد أن مستويات الفهم والتحليل والتفسير تشكل جوهر القراءة الفعالة. وشدد على أهمية “القراءة الذكية” لمواجهة فيض المعلومات الذي يشهده العصر الحديث.
وتناول الباحث محمد بلحوزي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة في المداخلة الخامسة موضوع “القراءة ودورها في بناء الشخصية” وركز على واقع القراءة في المغرب، مشيراً إلى أن بعض الممارسات القرائية مثل القراءة في المدارس العتيقة أو الحزب الراتب لا تُحتسب في الإحصاءات الرسمية. ودعا إلى اعتماد مفهوم أوسع للقراءة يشمل كل ما يُقرأ. وأكد أن القراءة تساهم في بناء هوية الفرد وتوسيع أفقه المعرفي.
وترأس الجلسة العلمية المسائية الأولى الدكتور موسى فقير، وتم عرض عدة مداخلات علمية وهمت المداخلة الأولى دور “القراءة وأثرها في بناء مجتمع متماسك” تناولتها الباحثة صابرين البقالي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة.
وقدم الدكتور فؤاد بلمودن، أستاذ الفكر الإسلامي بـكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة، المداخلة الثانية، التي تناولت موضوع: “مستويات القراءة المنهجية”، فيما تحدث الأستاذ عبد الكريم بن رزوق، مفتش التوجيه التربوي، وباحث في مناهج التربية وقضايا الأسرة المعاصرة، في المداخلة الثالثة عن دور “القراءة والمشروع الشخصي للمتعلم: نحو بناء مسار دراسي ومهني قائم على تنمية المهارات الحياتية”.
وتناول الدكتور محمد الراشيدي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الجديدة في المداخلة الرابعة عن موضوع “القراءة باعتبارها فعلاً اجتماعياً”. من جانبه، تحدث الدكتور محمد البوبكري، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الجديدة، في المداخلة الخامسة عن دور “القراءة الفلسفية ودورها في تنمية المهارات النقدية”.
وتناول الدكتور مولاي مروان العلوي، المدرسية العليا للتربية والتكوين برشيد، في المداخلة السادسة موضوع “القراءة والمهارات المعرفية من منظور هرم بلوم المعدل – التفكير النقدي نموذجاً”. وسلطت الباحثة شيماء جناتي، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الجديدة، في المداخلة السابعة الضوء عن “دور القراءة في تكوين الملكة اللغوية لدى العلامة عبد الله كنون”. وانهى الباحث فؤاد عاقيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية الجديدة، المداخلة الثامنة بالحديث عن دور “القراءة وإنماء مهارة القراءة الذاتية لدى الطالب”.
واختُتمت فعاليات الندوة بإشادة الحضور بمستوى المداخلات والنقاشات التي عكست أهمية الموضوع وراهنيته، وأبرزت الحاجة الملحة إلى ترسيخ ثقافة القراءة لدى الناشئة باعتبارها دعامة أساسية لبناء جيل مثقف وواعٍ يمتلك المهارات التي تؤهله للمساهمة في تنمية المجتمع ومواجهة تحديات المستقبل.

تقرير عبد الكريم بن رزوق: مفتش تربوي وباحث في مناهج التربية وقضايا الأسرة المعاصرة