خنقها وحمل جثتها إلى الحوزية وأضرم النار فيها
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة مساء أول أمس (الثلاثاء) قرارها القاضي بإدانة، مشعوذ والحكم عليه بالمؤبد بعد مؤاخذته من أجل جناية القتل العمد والتمثيل بجثة وإضرام النار فيها لإتلاف معالم جريمته.
وكان قاضي التحقيق، قرر متابعته في حالة اعتقال من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، باستعمال أعمال وحشية، والتمثيل بجثة، وارتكاب أعمال وحشية واستعمال العنف بالضرب والجرح، والتقاط صور دون موافقة الضحية في مكان خاص، واحتراف التكهن والشعوذة والنصب وعدم تقديم وثيقة التأمين.
وفي تفاصيل هذه الجريمة التي روعت سكان الحوزية خاصة والجديدة عامة، يستفاد من محضر الضابطة القضائية التابعة للدرك الملكي، والتي تعود وقائعها إلى دجنبر الماضي، أنها توصلت بخبر العثور على جثة سيدة محروقة قرب قنطرة السكة الحديدية بمحاذاة الطريق السيار بتراب الجماعة القروية للحوزية. وأفاد المبلغ عن الجريمة، أنه بينما كان متوجها إلى مقر عمله باكرا، لفت انتباهه دخان، ظن في البداية أنه ما تبقى من نار تستعمل عادة للتدفئة في مثل هذه الأجواء الباردة.
وأضاف أنه بعد الاقتراب منها، لاحظ كومة من اللحم، فطن إلى أنها جثة بشرية. وأخبر السلطة المحلية المتمثلة في عون السلطة، وتم إخبار الضابطة القضائية، التي استنفرت كل قواها وحلت بعين المكان مصحوبة بالشرطة العلمية والتقنية والكلاب المستأنسة.
وأخذت الضابطة نفسها صورا احترازية وباشرت أبحاثها وتحرياتها واستمعت لعدد من أبناء وسكان دوار المناصرة وعددا من العمال، لكنها لم تتوصل إلى أية نتيجة، لأنه لم يتم التبليغ عن أية متغيبة. وصادف الحادث ذاته، العثور على جثة فتاة بإحدى شقق حي السلام، واستنفرت مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي كل قواها وسارعت الزمن لفك لغز الجثتين.
واعتمدت الضابطة نفسها على كاميرات المراقبة المبثوثة في الطرق المؤدية والمرتبطة بالطريق السيار، ولفت انتباهها مرور سيارة زرقاء من نوع “ستروين” تستعمل في نقل البضائع، وتتبعت مسارها إلى أن وصلت إلى دوار أولاد الغضبان الواقع بتراب جماعة مولاي عبد الله.
وتعرفت على مالكها وهو فقيه مشعوذ، حل بالمنطقة منذ مدة، يشتبه في ارتكابه جريمة قتل وتنكيل بالجثة وإحراقها ورميها بأرض خلاء بمحاذاة الطريق السيار الرابط بين الجديدة والدار البيضاء. وانتقلت فرقة مكونة من عناصر الفرقة الوطنية والفصيلة القضائية والمركز القضائي والدراجيين لدى القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة إلى الدوار ذاته وعملت على إيقاف المشتبه فيه.
وباشرت عملية الاستماع إليه حول فصول هذه الجريمة، فحاول الإنكار لكن المحققين، واجهوه بتسجيل كاميرات المراقبة انطلاقا من الدوار نفسه وصولا إلى مكان رمي الجثة وإضرام النار فيها، فلم يجد بدا من الاعتراف بتفاصيل الجريمة التي ارتكبها في حق خليلته. وصرح أنه تعرف عليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر وأنها التحقت به واستقرت معه في البيت الذي يكتريه وأنه ليلة الحادث، شك في تصرفاتها ولما واجهها بشكوكه، لم تقنعه بإجاباتها، فدخل معها في ملاسنة، عمد بعدها إلى خنقها، مضيفا أنه لم يكن ينوي قتلها. وقرر التخلص من جثتها برميها في مكان بعيد عن مقر سكنه لإبعاد الشبهة عنه.