أخر تحديث : الأربعاء 16 دجنبر 2020 - 7:35 صباحًا

“على مشارق شهقة القلب” جديد الشاعر محمد الصفى

بتاريخ 16 ديسمبر, 2020
“على مشارق شهقة القلب” جديد الشاعر محمد الصفى

صدر حديثا عن جامعة المبدعين المغاربة ديوان شعري موسوم ب”على مشارف شهقة القلب” للشاعر محمد الصفى، في حلة أنيقة، أثثته لوحة للفنان عبد الله الديباجي وتصميم الفنان شفيق الزكاري.
وجاء هذا الإصدار بعد مجموعته القصصية المعنوة ب” أجساد تحترق في الشارع” سنة 2019. يضم الديوان بين دفتيه سبعة وثلاثين قصيدة نثرية، اختلفت في مواضيعها وتوحدت في ثاء التأنيث، بمقدمة للأديب والكاتب أحمد شوقي من أهم ما جاء فيها: “تَشدّ بعض القصائد قارئها، وتجعله يعيد تذوقها أكثر من مرة، وهو ما حدث لي مع ديوان “على مشارف شهقة القلب” للشاعر المبدع محمد الصفى، قصائد نثرية تلمس في مبناها صدقا وبساطة، لكنها لا تُصرّح لك بمعناها بسهولة، تستدرج، وتموّه قبل أن تبوحَ لك بما تريد هي البوح به. وهنا تكمن شهوة الشهوة وعذاب العذاب، بتعبير الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال. سبعة وثلاثون قصيدةً، كتبت في مدن الدار البيضاء، أزمور وخريبكة، وطغت على متنها الشعري تيمات الهجر، العشق، الحلم والغياب… وهي تيمات متداولة يستشعرها ويتطرق إليها الأدباء عموما، لكن طريقة اشتغال الشاعر محمد الصفى على هذا الديوان، تركت عندي انطباعا جديدا، مختلفا وجميلا في الآن نفسه، إذ ينتصر لتاء التأنيث في كل قصائده، فالمرأة هي “الداء والدواء، والبوصلة وسر الوجود”، هي الحبيبة: “أخط بدم نبضي..أرتجل.. أبعثر.. ألحاني.. لأقدمها لكِ”، هي المدينة التي كانت “آه سيدتي.. ذات الكهوف المظلمة.. فيكِ ومنكِ تولد زغرودة الأحلام”، وهي الأحلام “تعاكس الأمواجَ تحت ضوء القمر..تغازلُ الفرسان في حلبة السباق..” لقد شكلت تاء التأنيث ملاذا للشاعر من كل وحدة وقهر، وظّف ضمير المخاطَب المؤنث، طالبا منها البقاء والحب، والعون أحيانا لانتشاله من الضياع والتعب، وكأن لسان حال قريحة محمد الصفى يستشهد بقول ابن عربي: المكان الذي لا يؤنَّث لا يُعوّل عليه. يظهر ذلك جليا من خلال عنونة القصائد الذي جاء معظمها في صيغة المؤنث أو بضمير المخاطَب المؤنث: “أنتِ لا أنتِ” “قصيدةٌ لم يُكتب لها النشر” “لكِ ساكنتي” “كوني بدرا” “المرايا” “في انتظارك” “رسالتي الأخيرة”… ومنه يمكننا القول إن ديوان “أنتِ لا أنتِ” قد رسم صورة قلّما نصادفها في الإنتاجات الأدبية والفنية، صورة المرأة الملهِمة، القوية، المنقذة والفاعلة، بعيدا عن التراتبية والنزاع والخضوع الذي تفرضهم الهيمنة الذكورية في مجتمعاتنا العربية، وإذ أؤكد أن الإبداع الأدبي، والشعري بصفة خاصة، حقلٌ شاسعٌ تختلف حوله وجهات النظر والرؤى، نتيجة لتباين المواقف والمعارف…أدعو محبي فن الشعر إناثا وذكورا، إلى تذوق هذا الديوان ومناوشة مضامينه، لما رأيته فيه من جِدّة وصدق.”