تلاقح موسيقى الشرق والغرب في ليالي رمضان

نظم المركز الثقافي الفرنسي بالجديدة مساء الثلاثاء والأربعاء 18 و19 مارس 2025، أمسيتين راقيتين في إطار برنامج “ليالي رمضان”، تحت شعار : “روافد متوسطية” بنغم مستمد من الجذور الإفريقية لدولة السينغال الشقيقة، بكل ما يحمله من عبق تاريخي عميق، يجسد أواصر الترابط بين الدولتين، ويرسخ لمفهوم التواصل الثقافي المتين عبر النغم والكلمة الروحيين، رغم اختلاف اللغة، بتنسيق وتعاون مع المديرية الإقليمية للثقافة بالجديدة، وفي إطار مد جسور التواصل مع الموسيقى الروحية لثقافات تتجاوز حدود المملكة المغربية.
أداء غنائي رائع عبرت عنه المجموعة المكونة من فنانين سينغاليين، وفنان من المغرب ومن فرنسا أيضا، تم الاعتماد على آلات موسيقية إفريقية، انسجمت وتماهت بشكل ملفت للسماع والنظر على حد سواء، مع آلة القانون العربي. وشنفت المسامع بمعزوفات موسيقية وأغان جميلة جدا، اعتمدت في أغلبها نمط الحكاية لقصص تأخذنا لعوالم من الجمال الروحي والأنفس ظمآى لها.
وقد حج جمهور غفير لمسرح عفيفي من محبي وعشاق النغم الإفريقي المغربي الذي ترسخ في الذاكرة بما يسمى بالنمط الكناوي، علما أن مدينة فاس العريقة تستقبل أكبر محج سينغالي بمناسبة ذكرى سيدي أحمد التيجاني، ما يجسد عمق التواصل والانفتاح بين الثقافتين. كما تجاوب الجمهور الحاضر مع الفقرات الغنائية التي أدتها المجموعة العيساوية برآسة الفنان المقدم أيوب خضرف، من خلال ترديد اللازمة في كل مقطع، سيما وأن النغم العيساوي يحظى ببالغ الاهتمام من لدن المغاربة بصفة عامة وفي كل المناسبات والأفراح.
سهرة مميزة وغنية بفقراتها، حرص طاقم المركز الثقافي الفرنسي بالجديدة على جعلها الحدث الأبرز في ليالي رمضان، إلى. جانب باقي ليالي رمضان الروحية التي شهدت توافدا على مسرح عفيفي، انسجمت والأهداف الثقافية الكبرى له من خلال الإبداع والتنوع، وثمنت مجهودات الجهة المنظمة، وكل الساهرين على هذا الانفتاح الثقافي الفني، بأبعاده الحضارية الثلاث، المملكة المغربية، الجمهورية الفرنسية، ودولة السينغال الشقيقة، والجهات والأطراف الداعمة له.
سعاد الدويري