أخر تحديث : الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 11:50 مساءً

التحضير ل”كان” المغرب 2025 بدأ بتجدي الثقة في الركراكي بعد الإقصاء من “كان” الكوتديفوار

بتاريخ 6 فبراير, 2024
التحضير ل”كان” المغرب 2025 بدأ بتجدي الثقة في الركراكي بعد الإقصاء من “كان” الكوتديفوار

التحضير ل”كان” المغرب 2025 بدأ بتجديد الثقة في الركراكي بعد الإقصاء من ” كان” الكوتديفوار
إبراهيم زباير الزكراوي
الجديدة في 6 فبراير 2024
مباشرة بعد الاقصاء من ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية أمام جنوب إفريقيا، غادرت البعثة المغربية، يوم الأربعاء الماضي مدينة سان بيدرو الإيفوارية في اتجاه أبيدجان ثم واصلت الرحلة الخميس نحو المغرب.
لقد تم إقصاء أسود الأطلس بعد الهزيمة أمام منتخب جنوب إفريقيا (0-2)،وعرفت المباراة، التي قادها الحكم السوداني محمود علي، إشهار البطاقة الحمراء في وجه اللاعب سفيان أمرابط (د 90+4)، وتضييع أشرف حكيمي لضربة جزاء، الذي اعتذر للمغاربة عبر تدوينة له على حسابه الرسمي بموقع ” انستغرام ” شاكرا لهم دعمهم، واعدا بالنهوض من جديد والعودة أقوى ان شاء الله، كما خص زميله أمين عدلي برسالة خاصة قال فيها: ” ماذا أقول عنك أخي أمين، بعد كل ما مررت به، كنت حاضرا وساندت بلدك المغرب، نحن فخورون جدا بك، أحبك كثيرا أخي”، خاتما تدوينته بعبارة “ديما مغرب” وأمنياته بالتوفيق لمنتخب جنوب إفريقيا في ما تبقى من المنافسة.
وتوالت ردود الفعل بعد الاقصاء، حيث لم يستوعب الكثير الخروج المبكر من المنافسة، بل هناك من استغرب الاعتماد على نصير مزراوي الذي كان مصابا وغاب عن التباري لمدة شهرين، بل تم تحميل المدرب وليد الركراكي مسؤولية الاقصاء بسبب اختيارات لم تكن مدروسة، وتحكمت فيها العاطفة، بالإضافة إلى سوء تدبير المباراة، وسوء اختيار قطع الغيار لنزال جنوب إفريقيا، وهناك من لامه عن تغيير الظهير الأيسر أربع مرات خلال أربع مباريات.
وتأسف الكثيرون لهذا الخروج المبكر، لكنهم استدركوا، مذكرين بتألق المنتخب المغربي صحبته ( الركراكي )، وبالبلاء الحسن الذي أبلاه الأسود خلال المونديال الأخير بقطر، والمكانة التي وصلوا إليها، مطالبين بالتفكير في المستقبل والتحضير لل” كان ” المقبل من الآن، داعين الجميع إلى عدم نكران ما تم تحقيقه من إنجازات، أهمها التعريف بالمغرب، الذي أصبح على كل لسان، ومع ذلك لا بد من النقد البناء بعد برودة الأعصاب، والتقييم الإيجابي، لتجاوز الأخطاء وتشخيص الداء، واستخلاص الدروس، والبحث عن قطع الغيار المفتقدة في المنتخب، نظير مهاجم قناص، ومتوسطا ميدان بمقدورهما إتمام أدوار عزالدين أوناحي وسفيان أمرابط.
واعتذر عميد المنتخب الوطني المغربي رومان غانم سايس، من الجماهير المغربية بعد الإقصاء ،قائلا: ” إن “النزال كان معقدا، ضيعنا الكثير من الفرص، وقدمنا كل ما لدينا ولكن لم نستطع التهديف ” مضيفا:” “ نحس بخيبة الأمل والحزن، أعتذر للشعب المغربي”.
وبدوره عبر سفيان أمرابط عن افتخاره بكونه مغربي أكثر من أي وقت مضى ، واعدا بالعودة أقوى، مضيفا:” إن الشعب المغربي كان يستحق فرحة الفوز بكأس ال” كان “.
وفشل الأسود في الاستمرار في المغامرة بحثا عن التتويج كالعادة، رغم توفر كل المقومات، والامكانيات، ولنستحضر أمثلة لاخفاقات منتخبنا ومقارنتها بمنتخبات أخرى لم تتوفر لها نفس الظروف.
ففي العقد الأخير، كانت هناك 6 نسخ من كأس أفريقيا :
2013 و 2015 و 2017 و 2019 و 2021 و 2023 ،
فمنتخب بوركينافاسو مثلا شارك في أغلب هذه النسخ الست الأخيرة وتأهل إلى نصف النهائي في 3 نسخ منها وهي :
نسخة 2013 بجنوب إفريقيا وبلغ نهائي تلك البطولة وخسر بصعوبة أمام نيجيريا
نسخة 2017 بالغابون وصل لنصف النهائي وخسر بصعوبة أمام مصر بركلات الترجيح
نسخة 2021 بالكاميرون لعب نصف النهائي وخسر بصعوبة أمام السينغال
يعني في آخر 6 نسخ من كأس افريقيا التي أقيمت في عشر سنوات الأخيرة كان منتخب البوركينافاسو حاضرا دائما في الأدوار النهائية في حين أن منتخبنا المغربي الذي يتألق دائما في كؤوس العالم يفشل في تحقيق النتائج المتوقعة ضد منتخبات لم يسبق لها التأهل أصلا لكأس العالم، صراحة أمر غريب ما يقع مع المغرب في كأس افريقيا.
وبالرجوع للأسباب الكامنة وراء استعصاء التتويج منذ 1976، سنكتفي بالنسخة الأخيرة ونسقطها على النسخ السابقة ، بداية من الإصابات، الثقة الزائدة لدى البعض، غياب رأس حربة حقيقي، تضييع الفرص المتاحة، مشكل اللياقة البدنية وعدم التأقلم مع الأجواء الإفريقية، واستصغار الخصوم.
ولنعد ل” كان ” الكوتديفوار 2023، حيث لعنة الإصابات لازمت المنتخب قبل أن يدخل غمار المنافسة، فسفيان بوفال كان مصابا رفقة فريقه، ولم يكن الاعتماد عليه أساسيا منذ شفائه، ونصير المزراوي لم يخض أي مباراة منذ حوالي شهرين وحل بالكوتديفوار وهو لم يكن جاهزا، نفس الشيء يقال عن العميد رومان غانم سايس الذي ظل يجتر بل يحمل معه اصابته بالإضافة إلى عدم خوضه لمباريات كثيرة منذ المونديال الأخير بقطر، ويحي عطية الله الذي غاب عن فريقه الوداد البيضاوي لمدة بسبب الإصابة، وأمين حارث لا زال يجتر إصابته التي منعته من حضور المونديال، وكذلك تيسودالي، وانضاف اليهم حكيم زياش، فشكل غيابه إلى جانب بوفال ضربة قاسمة للثلاثي( حكيمي، أوناحي، زياش ) ، الذي يعتبر قوة ضاربة في الجهة اليمنى للمنتخب، وعنصر الصناعة ( Playmaking ) على هذا الرواق، وفي الجانب الآخر يتواجد الثلاثي( مزراوي او عطية الله وبوفال وأمال الله ) فالأول عائد من الإصابة، وغاب عن المنافسة لمدة طويلة، ولم يقحم في مباريات الدور الأول ليتم الاعتماد عليه في مباراة حاسمة( خارج المغلوب ) ، وفي مركز ليس مركزه، وأمال الله لم يكن في المستوى المطلوب، وشكل غياب بوفال ضربة لهذا الثالوث الذي كان معلولا.
كما أن استصغار الخصوم، والاستعلاء بل الغرور المبالغ فيه، بعد إنجاز مونديال قطر 2022، وبطء دفاعنا، والتأخر في التغطية، والتراخي في المواجهات، وغياب مهاجم قناص، ذا حدس قوي، قادر على تطوير قدراته وتنويع تدخلاته أمام الشباك وداخل المعترك ، للتقليل من اضاعة الفرص السانحة، من أسباب المساهمة في الاقصاء، دون نسيان عامل اللياقة البدنية وعدم التأقلم مع طقس البلدان الإفريقية( عامل الرطوبة، والحرارة المفرطة…).
ويعاتب متتبعون لشأن منتخبنا، خطأ وليد الركراكي في عدم تحضيره لمخطط بديل للمعتاد.
والان بعد كل ما وقع، لا بد من تقييم المشاركة المغربية ب” كان ” الكوتديفوار، والغوص في معرفة أسباب الاقصاء المبكر من دور ثمن نهائي البطولة، ومناقشة مستقبل المنتخب بعد تجديد الثقة في وليد الركراكي، والانكباب على التحضير للاستحقاقات المقبلة( اقصائيات كأس العالم 2026، وقبلها ” كان ” 2025 في بلادنا