أخر تحديث : الإثنين 6 مارس 2023 - 1:37 مساءً

المسيرة السوداء ” الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975

بتاريخ 6 مارس , 2023
المسيرة السوداء ” الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975

“المسيرة السوداء ” الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975.
المقدمة لهيئة تحرير صحيفة ” عبدالة ” الجهوية.
طرد المغاربة من الجزائر سنة 1975 أو كما سمي بـالمسيرة السوداء أو المسيرة الكحلاء هي عملية تهجير قسري شملت 45 ألف عائلة مغربية وذات أصول مغربية كانت مقيمة في الجزائر، وصل عدد الأفراد الذين تم تهجيرهم إلى زهاء 350 ألف شخص أي نفس عدد الأشخاص الذين شاركوا في المسيرة الخضراء. بدأت عملية التهجير صبيحة عيد الأضحى 18 ديسمبر 1975 (أي بعد شهر على المسيرة الخضراء) في ظل نظام حكم هواري بومدين بالجزائر، وجاءت العملية نكاية وكرد فعل غريب على المسيرة الخضراء التي أعطى انطلاقتها الملك الحسن الثاني لاسترجاع الصحراء المغربية من الاحتلال الإسباني.
يعود تاريخ هذا النزاع إلى 2 مارس 1973، وهو التاريخ الذي أصدرت فيه الحكومة المغربية ظهيرًا يتعلق بتأميم الأراضي الزراعية والمباني العائدة لأفراد وكيانات اعتبارية أجنبية. عُوض جميع الأجانب ، باستثناء – وفقًا لوسائل الإعلام الجزائرية – الجزائريين الذين طُردوا بأيد عسكرية.
——————–
محمد الشرفاوي وسعيد عاهد يقدمان مؤلف ” رحلة ذهاب بدون إياب ” أو ” المسيرة السوداء ” لهواري بومدين
بقلم مبروك بنعزوز
” كان الجرح عميقا والسعي نحو دفنه، وإقبار آثاره أصعب مما يمكن ان يتصور وكانت الرغبة في الانتقام ،كابوس ما انفكت تقض مضجعي ،ثم كان الاختيار الصعب: الإباء!!!”
بهذه الكلمات،بدأ محمد الشرفاوي،مداخلته،التي احتضن اشغالها، فضاءالذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، بالجديدة، زوال الثلاثاء21 فبراير 2023 والذي نظم باشراف للجمعية الاقليمية للشؤون الثقافية بالجديدة…
وأمام حضور نوعي، متعطش ان لم نقل مذهول بسماع شهادة/شهادات عن حقبة من تاريخ مغربنا الحديث وما واكب ملحمة “المسيرة الخضراء” سنة 1975 و استكمال المملكة المغربية لوحدتها الترابية.
شهادة/شهادات، ضمتها دفتا كتاب أصدره محمد الشرفاوي باللغة الفرنسية بمعية “مارتينا بارتويس”Martina Partoes سنة2014 ، تحت عنوان: المسيرة السوداء “La marche noire”.
وبعد اغلاق نافذة أو باب ذلك الماضي الرهيب والسعي إلى نسيان تلك العشرين سنة ومحوها ،يستفيق “عيسى” وهو الشخصية التي تقمصها الشرفاوي ليحكي معاناة تهجير عائلته، وباقي العائلات المغربية التي فاق عددها ثلاثمائة وخمسة وأربعين ألفا (!!)تحت التهديد والاقتياد الجبري نحو الحدود (زوج بغال) بعد تجريدهم من كل ما يملكون، حيث اقتيدوا، حفاة عراة، مع رفض مرافقة أبنائهم / بناتهم من أزواجهم أو زوجاتهم ذوات الأصول الجزائرية(!!).
“لا يزال “عيسى” يتذكر ذلك الصباح، 28 دجنبر 1975 بصراخ المطرودين أو المهجرين، ذكورا واناثا، شبابا و شيوخا، يتذكر سلخهم عن أرض، وطن، أناس ، هواء ، ماء، كانوا له عشاقا، صناعا، مضحون، بناة جذور و راعون.
تذكر”عيسى” مقولة ” الهواري بومدين” رئيس الجمهورية الجزائرية: ” سنرد على المسيرة الخضراء، بالمسيرة الكحلة”، تحرق كل شيء، و هو ما كان”.
لم تتحقق مطامع النظام الجزائري، ولن تتحقق، لكن معاناة تلك الأسر، التي احتضنتها مدن المملكة،كما هو الشأن بالنسبة لعائلة الشرفاوي والتي استقرت بوجدة، تلك المعاناة ما زالت ” ندوبها ” مخفية، كما يقول عيسى وشهود آخرين، حيث لم تسترجع حقوقها ولا استردتها سواء على المستوى الدولي، باجبار النظام الجزائري على ذلك واذانته او على المستوى الوطني بالتذكير بما عاشته تلك الشريحة من معاناة وعذاب في شخص الأسر المغربية المطرودة من الجزائر سنة 1975!!
وتميز اللقاء إلى جانب حضور المؤلف محمد الشرفاوي، بعرض الترجمة العربية لمؤلفه الأديب والإعلامي سعيد عاهد، والذي أنجز الترجمة الموسومةب:
“رحلة ذهاب بدون اياب/الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975”.
ملحوظة:
*La marche noire/Expulsion des marocains d’Algérie en 1975/Mohammed Cherfaoui/Martina Partoes.Edition LA CROISÉE DES CHEMINS/CASABLANCA. 2014.
*رحلة ذهاب لدون إياب الطرد التعسفي لمغاربة الجزائر سنة 1975.تقديم ادريس اليزمي/ ترجمة: سعيد عاهد/منشورات ملتقى الطرق 2021.
——————-
ومحمد الشرفاوي دكتور، مهندس تخصص البحث الصناعي حول الميكانيكا، منذ أكثر من ثلاثين سنة، فاعل جمعوي في الحقل الاجتماعي، ومجالي حقوق الإنسان ونقل التكنولوجيات، ويرأس اللجنة الدولية لمساندة الأسر المغربية المطرودة من الجزائر عام 1975.
قسم التحرير بالجريدة