“اغتيال وطن إبراهيم الروداني” جديد الخضري

صدر حديثا للسيناريست والناقد السينمائي خالد الخضري كتاب / سيناريو جديد يحمل اسم “اغتيال وطن إبراهيم الروداني”، وصمم غلافه الفنان التشكيلي عبد الكريم الأزهر. ويعتبر الكتاب الجديد، سيرة ذاتية لحياة المناضل المغربي الشهيد إبراهيم الروداني، الذي هاجر راجلا إلى الدار البيضاء في مستهل شبابه ولم يكن يحسن سوى لغته الأصلية الأمازيغية، ليتعلم ويتقن اللغة العربية والفرنسية.
ويشير الكاتب إلى أن الروداني، تحول من مجرد بائع جوال للماء إلى مقاول ومناضل كبير سخر بيته وأمواله للدفاع عن الوطن في سبيل رجوع الملك محمد الخامس من منفاه. وسعى، حين شبت نار الفتنة والتصفيات بين عدد من المقاومين كما المحسوبين على المقاومة، إلى الحد منها بنزع الأسلحة من الأيادي فخر شهيدا برصاص الغدر دون أن يتم عقده الخامس (49 سنة).
ويجمع السيناريو بين ما هو وثائقي وروائي باعتماده على تركيب لقطات مصورة متحركة وأخرى ثابتة، وهو تصور، زكاه الباحث والمؤرخ الدكتور محمد معروف الدفالي في تقديمه للكتاب حيث يقول: “يمزج هذا السيناريو بين التوثيقي والروائي والتركيبي في أفق تتبع سيرة مقاوم، منذ بداياتها الأولى بقرية تارودانت مرورا بالهجرة إلى مدينة الدار البيضاء، بحثا عن لقمة العيش وتغيير نمط الحياة، إلى حين استشهاده بنفس المدينة”.
ويشير الدكتور عمر لشگر، في كلمته حول الكتاب، إلى أن العنوان يحمل، “إبراهيم الروداني، الأب الصغير للمقاومة المغربية”. ويعتبر لشگر، زيادة على كونه أستاذا جامعيا باحثا، ابن منطقة الشهيد إبراهيم الروداني، ساعده في ذلك إتقانه للغة الأمازيغية كما الفرنسية إلى جانب العربية طبعا، حيث اعتمد بدوره على مراجع أورد جردا وافيا لها في متم بحثه. وقد كتب في تقديم للكتاب: “من حسنات هذا البحث أنه عرفني بالكاتب السيناريست والناقد السينمائي الأستاذ خالد الخضري، المعروف بأعماله التاريخية في السينما المغربية كفيلم “خربوشة” و”التوفري”.
وركز الخضري في كتابه على بحث ميداني، تجسد في زيارته وتصويره لفضاءات عاش فيها المناضل إبراهيم الروداني بالدار البيضاء، كمقرات إقامته واعتقاله مرورا بالمكان الذي اغتيل فيه وصولا إلى محل دفنه بمقبرة الشهداء، إضافة إلى لقاءات مباشرة مع أشخاص لهم علاقة بالشهيد من ضمنهم أقاربه على رأسهم نجله “إبراهيم الروداني” الذي ولد بعد 25 يوما من استشهاد والده فسمي باسمه.