أخر تحديث : الثلاثاء 10 غشت 2021 - 7:39 مساءً

الدار الحمراء…جوهرة “بولعوان”

بتاريخ 10 أغسطس , 2021
الدار الحمراء…جوهرة “بولعوان”

القليل من سكان الجديدة وسيدي بنور، والجماعات التابعة لمنطقة أولاد افرج، من يعرف بوجود منتزه سياحي على بعد أمتار قليلة من القصبة التاريخية لبولعوان، قصبة المولى إسماعيل، “أبي الاعوان، التي تحولت إلى “بولعوان”.
يشكل موقع “الدار الحمراء” فضاء جميلا لوجوده فوق ربوة تطل على نهر أم الربيع وتستند على القلعة التاريخية، تستمد منها قوتها ودعمها التاريخي والجغرافي. وتضيف أشجار الليمون والأوكاليبتوس والتين والزيتون، رونقا وجمالا للموقع السياحي الجديد، الذي تم افتتاحه خلال السنة الماضية ولم يتم التعريف به لتزامنه مع التأثيرات السلبية ل”كوفيد 19″.
وتبعد الدار الحمراء، التي تقع فوق تراب الجماعة القروية لبولعوان عن الجديدة التابعة لها بحوالي 75 كيلومترا، فيما تبعد عن سيدي بنور بحوالي 50 كيلومترا.
ومن غرائب الصدف الماكرة، أن وزير الداخلية السابق المرحوم إدريس البصري، كان يرغب في اقتطاع جزء من تراب بولعوان، من غابتها على الخصوص لإحداث غولف ملكي هناك تابع لإقليم سطات، إلا أن مسؤولي دكالة آنذاك كان لهم رأي آخر.
يقول محمد عفان صاحب المنتزه السياحي القروي، وهو يتحدر من المنطقة نفسها وقضى حوالي 50 سنة بالديار الفرنسية، “فضلت الاستثمار بمنطقتي التي شهدت مسقط رأسي لعدة اعتبارات منها، وجودها في مكان طبيعي يجمع بين الغابة والجبل والنهر من جهة ولرد الاعتبار لها وجلب الزوار والسياح إليها من جهة ثانية”.
وأضاف أن الفكرة انطلقت بسيطة، بعد أن فكر في بناء فيلا على الربوة نفسها للاستقرار بها كلما عاد إلى المغرب، ولكن زوار القصبة كانوا يتوقفون عندها لشرب الماء بعد أن خصص “حنفية” للعابرين وكانوا يتساءلون هل الأمر يتعلق بفندق أو مطعم، مما شجعه على توسيع المشروع وإضافة مرافق أخرى، منها دار للضيافة تتسع ل14 سرير ومطعم وقاعة للاجتماعات ومقهى ومسبح وفضاءات للاستجمام تحت أشجار الزيتون والرمان والتين والمشمش والليمون والتفاح والبرقوق، مما يتيح للزوار والسياح فرصة الاستمتاع بالظل والراحة النفسية والجسدية.
وأكد صاحب المنتزه، أن المطعم متخصص في تقديم وجبات مغربية محضة، تعتمد في مكوناتها على لحم الدجاج البلدي والضأن المحلي والبرقوق والمشمش المجفف والبصل والعنب والخضر المقتناة من حديقة خاصة بالفضاء.
ويمتاز الفضاء بتوفير فطور “عروبي” يعتمد أساسا على المنتجات المحلية من شاي منعنع وحليب وزبدة ومسمن وثريد مهيأ من قبل نساء المنطقة، مما فسح المجال إلى ربط علاقات وطيدة مع محيطه، إذ يشغل 18 فردا منهم، وجدوا فيه ملاذا أمنا لتوفير مصروف شهري يعينهم على تلبية حاجياتهم.
وتبقى النقطة السلبية الوحيدة هي تردي حالة الطريق المؤدية إلى قصبة بولعوان ومنها الدار الحمراء، الأمر الذي يفرض على المجلس الجماعي والمندوبية الإقليمية للتجهيز، وضع برنامج استعجالي لإصلاحها.